محرة أمل

في محاولة أخيرة للفكاك من الجلبة والضجيج هنا في الداخل من الذات ، في مجرتي أمنح نفسي الحرية لأطلق سراح مخيلتي وأفكاري .. فمرحبا بكل الأنسانيين في فضاءات مدونتي



من غرائب العصا ( بطون التراث )
عرفت العصا منذ فحر التاريخ ، فقد استعان بها الرجل البدائي في الهجوم والدفاع .. ثم اتخذت رمزا للقوة فأصبحت شعار الملوك وكبار رجال الدين ، واستعملت العصا المجوفة لأغراض التهريب ، فحملت فيها أول مجموعة من شرانق دودة القز إلى أوربا ، فقد كان اخراجها من بلاد الصين يعد جريمة يعاقب عليها القانون .

وكان أحد الحكام في القرن السادس عشر يثبت في طرف عصاه قطعة مدببة من الصلب ، حتى إذا ناقش شخصا ارتاب في أمره دفع بالطرف المدبب في قدمه فتظل لاصقة بالأرض ، ويضمن بذلك عدم حركته طوال المناقشة .

وقد صنعت العصا من جميع أنواع الخشب ، وأطلق على بعض أنواع الشجر ، اسم " أشجار العصا " . ويقال أن الملك هنري الثامن أول من اتخذ : العصا " في انجلترا لتعينه على المشي .

وبين مجموعة " العصى " العديدة التي كان يحتفظ بها ، عصا كانت مغطاة بالحرير ومحلاة بالذهب ، وأخرى كان أعلاها صندوق به زجاجة عطر وتحت الصندوق بوصلة ، وشاعت في ذلك الحين "عصا " لا تختلف في مظهرها عن العصى المعتادة ولكنها كانت أغمادا لسيوف في داخلها . وفي القرن الثامن عشر ، شاعت العصا حتى أصبحت من مستلزمات الوجاهة والأناقة . ويقال أن فولتير مع ما عرف عنه من عدم اكتراثه بالعصي ، كان يمتلك ثمانيين عصا .
ومع إن جان جاك روسو كان فقيرا ، فقد كان يمتلك أربعين عصا ، وفي ألمانيا ، كان لأحد الحكام ثلاثمائة عصا ، الواحدة منها تتمشى مع لونها مع واحدة من بذلاته الثلاثمائة ، وفي رأسها صندوق للنشوق .

وقد ابتكرت عصي يمكن تحويلها وقت الحاجة إلى آلات موسيقية ، ثم تطورت لتوضع بداخلها عدسات لتؤدي مهمة التلسكوب عند اللزوم ، وابتكرت عصا بداخلها سلكان يمكن حذبها من الطرفين فيثبت أحدهما في الأرض ، ويرفع الثاني في الجو ، فينجو صاحب العصا من صدمات الصواعق والرعد عند هبوب العواصف .

وفي التراث الاسلامي اشتهرت عصا سيدنا موسى عليه السلام .

زوار مجرتي

free counters
تعريب وتطوير حسن