محرة أمل

في محاولة أخيرة للفكاك من الجلبة والضجيج هنا في الداخل من الذات ، في مجرتي أمنح نفسي الحرية لأطلق سراح مخيلتي وأفكاري .. فمرحبا بكل الأنسانيين في فضاءات مدونتي



التوجيه المهني رؤيه الى الأمام
التوجيه المهني إشراق وتفاؤل

قد يثيرك موقف ما تساؤلا وتعجبا ، كأن ترقب كفيفا يمسك بعصاه ويتلمس بها مسلكا آمنا ، يضع كل ثقته في هذه العصا / الموجه ، والتي يدرك يقينا أنها ليس بها من خصائص الكائن الحي شيء ، كما أنها لا تملك عينين تبــصر من خلالهما طريقه ، فهو أعمى وهي أشد قتامة في العمى منه ، ومع ذلك سيزيدك غرابة إيمانه المطلق بأنها هي من سيقوده إلى بر الأمان دون تأفف أو ضجر ، فتصبح بمرور الزمن والملازمة أشبه بكائن حي ، تسللت إليه روح بصيرة هذا الكفيف ، وروح رضائه ورغبته في أن يعيش الحياة بأي كيفية شاء أو شاءت ، لتجعله في نهاية المطاف متكيفا مع وجوده وسعيدا ، وقديما قيل ( أعمى يقود أعمى ) ، إلا أنني أرى خلاف ذلك ، مما يجعل الأمر في ذهني ( الأعمى والعصا ) صورة متكاملة ومعبرة وعميقة وحتى طبيعية ، فلا غرو أن يجد موسى في عصاه ما هو أبعد من ظاهرها ، ليحقق هدف الرسالة الإلهية ، وهدف الإيمان برب واحد .

وكي تقطع شارعا مظلما في ليلة ليلاء ، تعلم أنك بحاجة إلى مصابيح تضيئه لك ، فتذرعه وأنت آمن ، مطمئن النفس لأن كل ما هو أمامك ببساطة يكون متضح الرؤية وجليا ، وهذا بدوره يدفعك إلى مواصلة القيادة دون أية خوف أو قلق من الاصطدام أو الانحراف عن المسار الصحيح ، فقبل أن ينير المصباح الشارع ، كان قد أنار ما هو أهم من ذلك في جوانيتك ( داخلك ) كالثقة ، الطمأنينة ، ودافع المواصلة لبلوغ النقطة المحددة ، والحال ذاته ينطبق في استخدامك لخريطة أو بوصلة لتصل إلى وجهتك المقصودة ، أو تتعرف على الاتجاه الصحيح ، ومن هنا يعنينا كثيرا أن نجد من يوجهنا ، ويقوم بدور الدليل والمرشد الذي يأخذ بأيدينا في هذا العالم المتنامي والهائل فما بالك لو كان الإنسان نفسه ! .
وفي مختلف مراحل حياة الإنسان هناك دائما ما تبرز حاجته إلى من يوجه ، سواء كان هذا التوجيه توجيها ذاتيا ، أو توجيها من قبل الآخرين الحريصين عليه ، كما أن الإنسان لا يصنع نجاحه بنفسه فقط ، بل هو دائما يحتاج إلى مساعدة الآخرين لتحقيق ذلك ، يحتاج إلى تجاربهم ، إلى أفكارهم وأرائهم ، إلى أدواتهم ، إلى مساندتهم ، وإلى وجودهم من حوله ، وكوننا في الميدان التربوي ، يأخذ الطالب منا نصيب الأسد من الاهتمام والرعاية والحرص ، فهو اللبنة الأساسية لفكرة بناء الوطن الصالح والناهض ، فنسعى إلى توفير كل ما يمكن أن يذلل الصعاب أمامه ، ليحدد هدفه بثبات ويعي مستقبله ودوره ، ويزيل الضبابية التي يمكن أن تحجب عنه آفاقه وتطلعاته ، وخدمة التوجيه المهني من الخدمات الجليلة والتي تعتبر فاتحة خير على الطالب وبشرى تدفعه للتفاؤل والمضي قدما نحو تحقيق المرامي والأهداف ، فهي تنهض به ، وتضطلع بمسؤوليته ، تشرح له ما يدور حوله ، وتعرفه موقعه في خضم التغيرات والتطورات السريعة التي يشهدها العالم ، فلا يخشى من التجديف في بحر مهما بلغ اتساعه وعمقه .
والتوجيه المهني يولد التفكير الإيجابي السليم ، والتخطيط الجيد الذي يمكن الطالب من الحصول على كل الفرص المتاحة له لبناء مستقبله ، وتفعيل طاقاته ، فالطالب بأي مهارة يمتلكها ، وبأي هواية ، وبأي قدرة ، أو معرفة ، يستطيع أن يخلق فرصة العمل المناسبة له ، متجاوزا العقبات والعوائق التي قد تقف حائلا دون تقدمه الفكري والنفسي والعملي ، فهنيئا لطلابنا الأعزاء ما يلاقونه من الرعاية لمستقبلهم المهني ، وقد تعلمنا منذ الصغر أن أركان الإيمان ستة تتمثل في إيمان الإنسان بالله ، ورسله ، وملائكته ، وكتبه ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، أضف إلى ذلك إيمان الإنسان بذاته وقدراته في تحقيق المستحيل وهو متحليا بروح الإرادة والعزيمة والتفاؤل ، وكما يقول روبير كولييه " لا يوجد شيء واحد أنت عاجز عن الحصول عليه في هذه الدنيا ما دمت مقتنعا ذهنيا بإمكانية الحصول عليه " .
التسميات: | edit post

زوار مجرتي

free counters
  • من أنا

    صورتي
    من كل فج عميق موغل في الجرح حجوا لزهرتهم وأتوا لقبلتهم أغراب في أحراش وحدتهم بكوا فتثلمت أحداقهم وتقيحت إنسان أعينهم دما كالتوت يتساءلون بعنت فطرتهم وجلف مسحتهم : وهل الملاك يموت ؟؟

    الفهرس

    المتابعون

تعريب وتطوير حسن